التجهيزات العسكرية وأدوات الحصار في الحروب الصليبيـــة

    إن الأقلية التي تسعى إلى حكم أغلبية محاربة ليس أمامها من سبيل لضمان وجودها سوى أن تتمركز في أعداد صغيرة نسبياً وفي أماكن حصينة سواء كانت مدناً او قلاعاً ، وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الوسيلة لم تكن كافية لإحكام السيطرة على مناطق ومدن بلاد الشام ولضمان الاتصالات والأمن وج...

Full description

Saved in:
Bibliographic Details
Main Author: خضر خضر
Format: Article
Language:Arabic
Published: University of Mosul, College of Arts 2024-12-01
Series:آداب الرافدين
Subjects:
Online Access:https://radab.uomosul.edu.iq/article_185115_cca4457005f8a15402c430dea625cd8a.pdf
Tags: Add Tag
No Tags, Be the first to tag this record!
Description
Summary:    إن الأقلية التي تسعى إلى حكم أغلبية محاربة ليس أمامها من سبيل لضمان وجودها سوى أن تتمركز في أعداد صغيرة نسبياً وفي أماكن حصينة سواء كانت مدناً او قلاعاً ، وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الوسيلة لم تكن كافية لإحكام السيطرة على مناطق ومدن بلاد الشام ولضمان الاتصالات والأمن وجعل الوجود الصليبي دائما وآمناً في الأراضي المقدسة وحقيقة ملموسة لذلك عمل الصليبيون على بناء المدن الضخمة والحصينة والقلاع المنيعة وخطوط الدفاع وقد استفاد الصليبيون من فن العمارة الحربية والعسكرية في الغرب الأوروبي وكما استفادوا من الحصون والقلاع القديمة العهد التي ترجع أصولها إلى البيزنطيين او الفرس في بلاد الشام وكانت المواقع الصليبية الحصينة كمؤسسات عسكرية ثابتة على حين كان الجيش هو العنصر المتحرك فيها وقد تفاوتت التحصينات الصليبية بين الأبراج الصغيرة المقامة على الطرق والقلاع العملاقة، ولابد لكل من يتأمل موقع تلك القلاع وبنيانها الشامخ وأسوارها الحصينة أن يرسم في ذهنه صورة للوقائع الحربية الضارية التي دارت حولها ولم تكن تلك القلاع والحصون منشآت منفردة قائمة وحدها مطلقاً وإنما كانت تشكل سلسلة من الحصون والتحصينات العسكرية المتكاملة المترابطة فيما بينها ومنها ما كان قائماً من عصر سابق لتلك الحروب ومنها ما شيد إبانها ولقد استغلها الصليبيون استغلالاً كاملاً محافظةً منهم على وجودهم في تلك البلاد .
ISSN:0378-2867
2664-2506